كفارة صيام رمضان , تكلفتها و حكمها
كفارة صيام رمضان من الأمور، التي قد يلتبس لدى البعض فهمها، نتيجة تشعب الأحكام الفقهية الواردة فيها.
وتفرض كفارة الصيام في حالات عدة، منها: حالات الإفطار في رمضان بغير عذر، أو حالات تأخير القضاء دون عذر.
أما عمن الواجب في حقه الكفارة؟ وكيفية تقدير كفارة الصيام؟ وهل يجوز إخراج الكفارة نقدًا؟ سوف نجيب عليها خلال تلك المقالة.
كفارة صيام رمضان
تعرف الكفارة لغويًا بأنها الستر، أو الغطاء، وفي التعريف الاصطلاحي الشرعي لها نجد أنها وسيلة للتوبة من عدم أداء فريضة ما.
وفي الشريعة الإسلامية، نجد أن هناك أنواع عديدة للكفارات، منها: كفارات الصيام، وكفارات حلف اليمين، وكفارات القتل، وغيره.
وحديثنا اليوم حول "كفارة صيام رمضان"، ويقصد بها التكفير عن الإفطار بارتكاب مخالفة، أو بسبب تأخير القضاء دون عذر لرمضان المقبل.
ومن خلال تشريع الكفارة يتبين لنا حكمة الشرع الإسلامي، التي تصب في مصالح الجميع، حيث تكون توبة المسلم إعانة للفقير، والمحتاج.
مقدار إطعام مسكين كفارة الصيام
يتساءل الكثير عن مقدار كفارة صيام رمضان، وتختلف الكفارة، على حسب السبب وراء الإفطار، وسوف نوضح ذلك لاحقًا.
حيث أن هناك حالات تكون الكفارة فيها إطعام ستين مسكينًا، وحالات أخرى تكون الكفارة الواجبة هي إطعام مسكين عن اليوم.
أما عن مقدار الإطعام، فقد اختلفت أقوال الفقهاء في تقديرها، وأشهر الأقوال في ذلك أن المقدار الواجب هو مد من الطعام لكل مسكين.
وهنا قد يتساءل البعض عن حجم المد بالنسبة الأوزان المعاصرة؟ يقدر المد من الطعام بحوالي 750 جرامًا بالتقريب.
وهناك أقوال أخرى بأن إطعام المسكين تقدر بقيمة مد من البر، أو نصف صاع من غيره، وتقدر بكيلو ونصف تقريبًا، وهو الأحوط.
مقدار كفارة صيام القضاء
عند الحديث عن كفارة صيام رمضان للقضاء، هنا نتحدث عن كفارة الإفطار لأسباب مرضية، وتأخير القضاء حتى رمضان المقبل.
فقد جاءت الشريعة الإسلامية يسيرة، فلم تفرض الصيام على أصحاب الأمراض، التي يعجز معها الصيام.
وفي مثل تلك الحالات، تكون فدية الإفطار تتمثل في إطعام مسكين عن كل يوم، وكما قلنا أن المقدار هو مد من الطعام.
أما في حالة تأخير القضاء حتى رمضان المقبل بدون عذر تكون الكفارة اللازمة لذلك هي أيضًا إطعام مسكين عن كل يوم.
كما يمكنك القيام بمهمة الإطعام بنفسك، من خلال توفير إطعام لمساكين، على حسب أعداد الأيام الواجب عليها التكفير عنها.
كما يمكنك تقديم الأموال إلى إحدى الجمعيات الخيرية؛ من أجل طلب الإنابة عنك في شراء الطعام، وتوزيعه على المساكين.
مقدار كفارة الصيام للمريض
من باب اليسر في الشريعة الإسلامية، فقد خففت الشريعة عن المريض العاجز عن الصوم، من خلال إسقاط الصوم نهائيًا، أو حتى الإفطار.
فقد جاء حكم الصيام للمريض مرض يعجز عن الصيام في قوله تعالى: "وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ".
أما عن كفارة صيام رمضان للمريض، ففي حال كان مريض مرض يرجي برؤه، يفطر، ثم عليه القضاء دون كفارة، ما لم يأخر.
ولكنه في حالة تأخير القضاء دون عذر، فعليه كفارة التأخير، أما في حالة كان مريض مرض لا يرجى برؤه، فعليه الكفارة.
وتكون كفارة المريض مرض يرجي برؤه هي إطار مسكين عن كل يوم، على أن يكون لكل مسكين مقدار مد من الطعام.
كفارة الصيام للحائض
في الشريعة الإسلامية، لقد أسقطت بعض الفروض عن المرأة الحائض؛ مراعاةً لظروفها الصحية، والنفسية في تلك الفترة.
وعليه، يسقط عن المرأة الحائض الصيام، ولكنها تكون ملزمة بقضاء أيام الصيام، التي قد أفطرتها خلال شهر رمضان.
ويجب عليها القيام بقضاء الصوم قبل حلول رمضان المقبل، وتأثم في حالة تأخير القضاء دون عذر شرعي حتى رمضان المقبل.
وهنا تجدر الإشارة أنه يلزم القضاء، مع تقديم الكفارة، في حالة تأخير القضاء للحائض لرمضان المقبل بدون عذر شرعي.
أما عما هو مقدر كفارة صيام رمضان للحائض، التي أخرت القضاء للعام المقبل، فهي إطعام مسكين عن كل يوم بمد صاع من الطعام.
كفارة الإفطار في رمضان بعذر
من الحالات الموجبة أيضًا لكفارة الصيام، حالات الإفطار في نهار رمضان بغير عذر شرعي، مثل: السفر، أو المرض.
يلزم من أفطر رمضان بغير عذر التوبة من فعلته، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية أن الإفطار في رمضان بغير عذر كبيرة من الكبائر.
وهنا يجب النظر في سبب الإفطار، فإذا كان الإفطار بغير عذر، من خلال طعام، أو شراب، هنا يلزمه القضاء.
أما عن مسألة كفارة الصيام لمن فطر بغير عذر بالأكل، أو الشرب، ففيها خلاف، وذهب الجمهور إلى عدم الوجوب.
أما في حالة الإفطار بسبب الجماع في نهار رمضان، هنا تصبح الكفارة الواجبة هي إطعام ستين مسكينًا، لكل مسكين مد.
هل يجوز اخراج مال بدلا من اطعام مسكين؟
من الأسئلة المتكررة حول مسألة كفارة الصيام "هل يجوز إخراج مال بدلًا من إطعام مسكين ككفارة صيام؟".
إن جمهور الفقهاء ذهب إلى أن إخراج المال في كفارة الصيام بدلًا من الطعام غير جائز، وهناك بعض من قال عكس ذلك.
ومنهم رأي شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي قال بإجازة إخراج الكفارة نقود، في حالة وجود مصلحة للمسكين في ذلك، وإلا فلا تخرج نقودًا.
ويمكنك حل الإشكال، إذا لم يكن في إمكانك التواصل مع مساكين في مكان تواجدك، حيث يمكنك تقديم الأموال إلى إحدى الجمعيات الخيرية.
على أن توضح لمسئولي الجمعية أن تلك الأموال لكفارة صيام؛ لكي يضعها في موضعها الصحيح، وهو إطعام المسكين.
يمكنك التواصل معنا في جمعية رفاق لرعاية الايتام ، فهي إحدى الجمعيات الخيرية المرخصة في حائل تقدم خدمات خيرية عديدة لنحو 4500 محتاج.
هل يجوز دفع كفارة الصيام دفعة واحدة
أما عن مسألة كيفية دفع كفارة الصيام، الواجبة وهل تجوز تدفع دفعة واحدة؟ ففي الشرع الإسلامي في هذا الأمر.
حيث يمكن القيام بإطعام كل مسكين على حدة، كما يمكن أيضًا إطعام جماعة من المسكين، أو أن تعطي الطعام لفرد واحد.
وكما تقول بعض الآراء أنه في حال كانت هناك مصلحة للمسكين في المال لا الطعام، فلا حرج في إخراجها نقدًا، على حسب بعض الأقوال.
كيفية إخراج كفارة الإطعام عن الصيام؟
أما عن كيفية إخراج كفارة صيام رمضان، فعليك حساب حجم الكفارة الواجبة، وذلك من خلال سؤال أهل العلم، والفتوى.
بعد معرفة حجم الكفارة اللازمة، عليك البحث عن مساكين، وتقديم الإطعام إليهم، ويمكنك الاستعانة بإحدى الجمعيات الخيرية.
أما في حالة وجوب الكفارة مع القضاء، فلا حرج في أن تكون الكفارة قبل القضاء، أو بعد القضاء، أو معه، والأولى المسارعة به.
سلة رمضانية للمحتاجين
إذا كنت تبحث عن عمل خيري في شهر رمضان الكريم، يمكنك الاستعانة بنا في جمعية رفاق الخيرية بحائل السعودية.
تعد جمعية رفاق الخيرية من الجمعيات غير الربحية، ومرخصة من وزارة الموارد البشرية، والتنمية الاجتماعية.
تقدم الجمعية مشاريع صدقات، وزكاة أموال، وإطعام للأيتام، افطار صائم، والمحتاجين، حيث تخدم نحو 4500 محتاج، ومحتاجة.
ونقدم مشروع سلة رمضان للمحتاجين لإطعام الأيتام، يمكنك المساهمة في هذا الخير من خلال الاشتراك بسهم بقيمة 50 ريال سعودي.
كما يمكنك أيضًا الاشتراك بقيمة سلة كاملة بقيمة 300 ريال سعودي، ولدينا طرف دفع متعددة، وآمنة إن شاء الله.
من خلال الاشتراك معنا في هذا الباب من أبواب الخير، نرجو من الله أن يتقبل، ويكتب لك أجر إفطار صائم.
إلى هنا نكون قد تعرفنا على ما هي كفارة صيام رمضان، وكيف يتم تقدير الكفارة في حالات مختلفة للإفطار في رمضان.
وعليه، فمن كانت عليه كفارة، عليه تأديتها على حسب ما حدده الشرع، ويمكنه الاستعانة بإحدى الجمعيات المختصة في ذلك.
