كفالة يتيم

20 يناير 2024
حاتم الصادر
كفالة يتيم

أجر كفالة يتيم و طريقة كفالة يتيم مدى الحياة


كفالة يتيم من فضائل الأعمال، ولقد حثت الشريعة الإسلامية على الإحسان بالأيتام، وجعلت لكفالة اليتيم أجر عظيم.

فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية، والآيات القرآنية، التي تدعو إلى الإحسان، والبر باليتامى، وبشرت بالثواب العظيم على ذلك.

ففي مقالتنا اليوم، سوف نتعرف معًا على المقصود بكفالة اليتيم، وسوف نلقي الضوء على بعض المسائل المتعلقة بكفالة الأيتام.

كفالة يتيم

قبل أن نتطرق للتعرف على فضل كفالة اليتيم، وكيفية كفالة يتيم، سوف نتعرف أولًا على ما هو المقصود بكفالة الأيتام.

أولًا يعرف اليتيم بمن توفى عنه والده، وهو جنين، أو صغير لم يبلغ، ويتصف باليتيم، حتى الوصول إلى مرحلة البلوغ.

أما المقصود بكفالة اليتيم أن يتم توفير متطلبات اليتيم من مأكل، ومشرب، وملبس، وعلاج، وتعليم، وغيرها من الاحتياجات.

ولقد دعت الشريعة الإسلامية إلى الإحسان بالأيتام، بل جعلت أيضًا الأيتام من الفئات، التي يجوز الإنفاق عليها، ووضعت لذلك الأجر.

كما أكدت على عدم الاعتداء على أموال الأيتام، ولقد عد الرسول أكل مال اليتامى من الموبقات المهلكات.

سوف نتعرف على مزيد من التفاصيل حول كيفية كفالة اليتيم، وفضل كافل اليتيم، خلال السطور القادمة من تلك المقالة.

كفالة يتيم مدى الحياة

تعد كفالة اليتيم من أبواب الخير العظيمة، التي تمنح صاحبها فضل جزيل، ولكن هناك بعض الأسئلة، التي تدور في أذهان الناس حولها.

ومن بين تلك الأسئلة، فقد يتساءل البعض عن إمكانية كفالة يتيم مدى الحياة، ومتى تنتهي كفالة اليتيم، بانتهاء دراسته، أم ماذا؟

ولقد أجابت دار الإفتاء المصرية على ذلك، حيث قالت أن انتهاء مرحلة كفالة اليتيم تكون عند قدرته على الكسب، والإنفاق.

فعندما يصل اليتيم إلى المستوى المالي، الذي يقدر من خلاله على الاستقلال بنفسه، والعمل من خلال وظيفة، أو مشروع، والإنفاق على نفسه.

ويتم تقدير ذلك، بالأخذ في الاعتبار عدة عوامل، منها العرف السائد في المجتمع، وظروف المعيشة في العصر الحاضر.

وذلك خاص باليتامى من الذكور، أما بالنسبة إلى اليتامى من الإناث، فقد تمتد الكفالة للإناث حتى الزواج، بما في ذلك توفير مستلزمات الزواج.

ويتضح من رد دار الإفتاء أن كفالة اليتيم للذكور حتى البلوغ، والتمكن من العمل والكسب، أما الإناث، فقد تمتد حتى إتمام زواجها.

ومن الأفضل استمرار الإنفاق على اليتيم الفقير حتى تنتهي حاجته إلى الإنفاق، فإذا كان طالبًا، قد يتكفل به حتى انتهاء مرحلته الدراسية.


كفاله يتيم

استكمالًا لحديثنا عن كفالة اليتيم، سوف نسلط الضوء خلال تلك السطور على مسألة التبني، وما الفرق بينها وبين الكفالة، في ضوء الشرع.

يقصد بالتبني اتخاذ طفل يتيم، والتعامل معه كأنه أحد أبناء المتبني، ويحمل اليتيم اسم المتبني، وهذا مرفوض شرعًا.

وهذا الفعل كان سائدًا في الجاهلية، وظل متواجدًا في أول الإسلام، حتى جاءت الشريعة الإسلامية بالنهي عنه.

ولقد نهت الشريعة الإسلامية التبني لما له من آثار سلبية عظيمة، لعل أبرزها تضييع الأنساب، ولهذا العديد من العواقب على المجتمع.

حيث أنه في حال تبني يتيم، قد يصبح اليتيم يتعامل مع أبناء المتبني كأخوته، ويتأخذ وضع في الأسرة لا حقيقة فيه.

فعلى سبيل المثال، في حال تبني يتيم، قد يتم النظر إلى أخواته، وعماته كمحرمات عليه، وهنا يوجد تحريم ما أحله الله.

كما أنه يتعامل معهن كمحرمات، في حين أنهم غير محرمات عليه، وبذلك أيضًا يتم إحالة ما حرم الله _عز وجل_.

علاوة على مسألة تضييع الأنساب، فقد ينتج عن تبني يتيم أيضًا اشتراكه في الميراث، بعد وفاة المتبني، وهذا لا أساس شرعي له.

حيث أنه في الشريعة الإسلامية، يصبح ميراث المتوفي من حق ذريته، التي هي من صلبه، وهنا لا حق لليتيم في تحصيل حصة في ميراث المتبني.

كما أن تبني اليتيم قد يورث الكره والحقد بين أبناء المتبني، واليتيم، أو بين المتبني، وأبنائه؛ لأنه يمنح اليتيم حقوق قد تتعدى على حقوقهم.

ولهذا فقد جاءت الشريعة الإسلامية تنهي عن التبني، في حين أمرت بالإحسان، والإنفاق على اليتامى، وجعلتها من أبواب الخير العظيمة.

حيث أن كفالة اليتيم تعني الإنفاق عليه والتكفل له، وقد يكون ببقائه في بيت الكافل، أو لا، مع الابتعاد عن نسب اليتيم إلى الكافل.

وفي حال إقامة اليتيم في بيت الكافل، هنا ينصح بمراعاة الفصل بينه، وبين بنات المتبني، في حال وصوله إلى سن الحلم.

وفي حالات كفل اليتيمة أيضًا، وعند بلوغها، يجب أيضًا فصلها عن أبناء المتبني؛ من أجل الحفاظ على حدود الله.

فضل كفالة اليتيم

لقد ندبت الشريعة الإسلامية إلى كفالة اليتيم، وهناك العديد من النصوص الشرعية الدالة على فضل كفالة يتيم، والحث عليها.

فقد قال رسول الله عن كافل اليتيم: "أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى".

ولقد قال رسول الله أيضًا: "السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ".

فمن لا يطعم بمرافقة برسول الله في الجنة، ومن يرغب في تحصيل أجر مجاهد، أو قائم، أو صائم.

كما أن هناك من اليات القرآنية، ما تدعونا إلى الإنفاق على الأيتام، والإحسان إليهم، وقد قال الله تعالى:

"يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ".

وقال الله تعالى أيضًا عن الإحسان لليتامى: " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ".

إلى غير ذلك من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، التي تحث على الإحسان إلى اليتامى قد لا يسعنا المقام هنا إلى ذكرها.

إلا أن نبشر كافل اليتيم بالخير العظيم على ما يبذله في تولي أمور اليتيم، ونبشره بمنزلته في الجنة بجانب رسول الله بإذن الله.


كفالة يتيم شهريا

تعد مسألة كفالة اليتيم من المسائل الخير العظيمة، التي يوافق لها من كان يحمل في قلبه صلاح، وتقوى، ورحمة، وخير.

وهنا قد يتساءل البعض عن حكم كفالة اليتيم شهريًا، حيث يتم دفع مبلغ شهري إلى اليتيم، فهل يعد ذلك من صور كفالة يتيم.

وفي هذه الحالة، يقال أن كفالة اليتيم تعني تغطية كافة حاجات اليتيم، والإنفاق عليه، من كسوة، وغذاء، وشراب، وعلاج، وما شابه.

ففي حال كان المبلغ المالي الشهري كافي لتغطية احتياجات الطفل اليتيم، هنا نرجو من لله أن ينال بذلك فضل كافل اليتيم.

وكما أوضحنا أعلاه أن هناك المزيد من الفصائل وراء كفالة اليتيم، لعل أبرزها قول نبينا: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا.

أما في حالة كان المبلغ المالي المقدم شهريًا غير كافي لاحتياجات الطفل اليتيم، في هذه الحالة، تكون صدقة، ولها أجر وثواب عظيم.

ويعد الإنفاق على اليتامى من أبواب الخير العظيمة، فقد قال الله تعالى: " اعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى".

هنا يجب الانتباه إلى أن كافل اليتيم كفالة تامة هو من يقوم بالنظر في أموره الدينية، والدنيوية، والعمل على تربيته، والإحسان إلي

كفالة يتيم ١٠٠ ريال شهريا

من هنا



وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقالتنا اليوم، التي تعرفنا خلالها على المقصود بكفالة الأيتام، وما هو فضل كفالة يتيم في الشرع الإسلامي.

وتعرفنا على الفرق ما بين الكفالة، والتبني، وذلك في ضوء ما جاءت به الشريعة الإسلامية، وكيفية كفالة اليتيم بشكل شهري.